ما هي القيمة المضافة للمنتديات ..؟

أخي أبو كريم الفاضل ، أنت طرحت موضوعا يتعلق بأدبيات و أخلاقيات التواصل عن بعد بشكل عام ،و الأنترنيت هو واحد من أدوات هذا التواصل ، وبذلك فهو فضاء أو مجال لتفاعل هذه الأدبيات و الأخلاقيات التي تترجم السلوكات الخاصة بالمستعملين ....
منذ القدم و الإنسان يسعى إلى تسخير الأدوات و الآلات قصد مضاعفة قوته من أجل التحكم في محيطه الخارجي و تدليل الصعوبات الزمانية و المكانية التي تحد من قدراته ، بحثا عن حياة أسهل و أكثر جودا في توفير الخيرات و الكرامة ...فهذا طبع بشري موروث إن لم نقل أنه فطري ..
لذلك فأنا أتصور أن كل استعمال لأية أداة أو جهاز للتواصل ، فهو يتم بالطريقة التي تسمح بها قناعات المستعمل التربوية و الفكرية و النفسية أيضا ، وهذا هو الأهم .لما للجانب النفسي من دور في تحديد ردود الأفعال ، وتقييم حجم الاضطرابات السلوكية التي تؤطرها... و للوقوف على معالم شخصية المستعمل و مدى توازنه النفسي ، يجب فهم هذه القناعات و رصد مشاربها وهو أمر صعب من خلال هذا العالم الافتراضي الذي نتواصل عبره.....
فاستعمال الإنسان لهذ الوسيلة تشعره أنه أكثر قدرة على اختزال الزمن و طي المسافات المكانية ، ليجوب الكون في بضع دقائق ، إنه شعور غريب ، قد يوهم البعض أن له أيضا القدرة على بعض التجاوزات الخلقية ..
و حسب تجربتي المتواضعة في أمور الحياة ، و تأكيدا لما جاء في موضوعك أخي الفاضل، فإني وقفت على حالات عديدة للتنكر ،و انتحال الشخصية ، و السرقات الأدبية،و الادعاء ، و الكذب ، و و و من خلال الاطلاع على بعض المنتديات العربية .... إلا أنها تبقى حالات نادرة ، و نعتبرها حالات مرضية ، مرتبطة أساسا بالجانب السيكولوجي للفرد ...
أما لمن أراد أن يستقيم ، فأقول له - بعد إذنك يا أبا كريم - : إن التواصل عبر شبكة الأنترنيت ، وسيلة فعالة في تقارب الأفكار و التجارب و تلاقحها ، ووسيلة تسهل ما أمر الله به حيث خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ، ونتكرم على بعضنا البعض ولو بألفاظ المجاملة و الثناء و الشكر و التقدير .. وندعو بألفاظ الحب لخير الناس و صلاحهم..
لذلك يجب على كل مستعمل أن يعي أن هناك قيما ومبادئ تضبط هذا التواصل ، و التي أساسها الاحترام و تقدير الآخر ، أي ذاك المحاور الذي يفترض أنه خلف سطح مكتب الشاشة ، كما يجب عليه تقبل الاختلاف في الرأي و التصور ، وعدم تسفيه أحلام الناس ...
و حسب تصوري فإني أرى أن منتدياتنا العربية تعكس بالفعل مستوى وعينا وإدراكنا لأساليب الحوار و التواصل المتحضر ، وقد تعطي صورة حقيقية عن مستوانا الخلقي و التربوي...