دواوين منتدى الحوار المفتوح
منتدى دواوين منبر الحوار المفتوح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دواوين منتدى الحوار المفتوح
منتدى دواوين منبر الحوار المفتوح
دواوين منتدى الحوار المفتوح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دواوين منتدى الحوار المفتوح

الحوار المفتوح منبر حر لتبادل الأفكار و الآراء


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الصورة في الكتاب المدرسي.....(2)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin1

Admin1
نائب المدير
نائب المدير

* توجهات تفرض تقويما دقيقا للصورة في الكتاب المدرسي :
يدفعنا البحث عن هذه التوجهات إلى ماهية الصورة في المجال البيداغوجي : كمنطلق منطقي من أجل تجاوز إشكال تطابق" الصورة" كوسيلة " للنص" كمضمون .
*1- الصورة في المجال البيداغوجي :
إن اهتمام "ج.ج.بياجي" بالطفل ، أفرز قيام الحركة النفسية في التربية بزعامة " هربارت " و " فروبل " . حيث تأثر " بستالوتزي " أيضا بآرائه فوجه الأنظار نحو الأشياء – أو ذوات الأشياء – نحو الملموس ، و هذه الطريقة اقتحمت التربية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ منتصف القرن 19، و أصبحت ضرورة تؤكد على تربية الحواس و إذكاء خبرة الطفل الحسية الفنية .
لقد أصبح معلوم اليوم ، " دعوة أنصار التربية الفعالة إلى خروج المدرسة إلى مسرح الحياة ، أو إدخال المجتمع إلى المدرسة . و الشطر الثاني من هذا الطرح الذي نادى به " جون ديوي " لا يمكن تحقيقه إلا باستعمال الوسائل السمعية البصرية ؛ و منها "الصورة " كوسيلة بصرية (7)... تشكل...دعما حسيا للكلام المجرد ، فتنزع عنه و تزيل ما قد يعلق بذهن المتعلم من تخيلات بعيدة عن الواقع ، فتثبت الإدراك ، و تجعل التعلم أكثر فعالية ، و هي تبرز معاني و مغازي و أفكار و علاقات لا يسهل إبرازها إلا من خلال الشرح و الوصف الدقيقين ، و بذلك فهي تعطي مدلولا حسيا يغني عن كثرة الكلام ... كما تمثل الصورة لغة عالمية تتعدى اختلاف اللغات و الأمية..(Cool.
الصورة من عوامل إثارة الإنتباه وهي تدخل ضمن المحددات المرتبطة بالموضوع وبما يحيط به من موضوعات أو عناصر أخرى .... هذه المحددات التي يصنفها بعض الباحثين إلى عوامل جذب و عوامل استمرار : جذب الإنتباه و استمراره طيلة حصة الدرس ، وعوامل الجذب هذه مرتبطة أساسا بالجانب الإدراكي/ الحسي و منها حجم الموضوع" الصورة" و موقعه و حركيته و كثافته و شكله و ألوانه ...إلخ..(9) .وهذه أشياء يجب أن تتأتى انطلاقا من الصورة المرافقة للنص . لكن عوامل جذب الإنتباه وحدها لاتكفي لضمان استمراريته بل يجب اعتماد عوامل أخرى : كقابلية الموضوع للإدراك الحسي ، أي سهولة إدراكه حسيا كمثير ، ثم - بعد ذلك- قابلية الموضوع للإدراك العقلي ، بحيث تكون دلالته أو معناه سهلة الإدراك و الفهم...(9) .
على هذا الأساس يجب ان يُبْنَى تصور إعداد الصور المرافقة للنصوص القرائية حتى يمكن اتخاذها كمنطلق أو كاساس لبعض الأنشطة التعليمية.
و يتم العمل من خلالها على نقل الخبرات نقلا حسيا و تجسيد الظواهر كما هي ...و تقريبها لمدارك المتعلمين ، وتدريبهم على استقاء المعلومات بالملاحظة والتمحيص الدقيقين للصور و اللوحات من خلال التدرب على القراءة التشكيلية ، و اكتساب لغة تشكيلية كنمط حضاري من أنماط التواصل الإنساني ؛ تفتح أمام النشء آفاقا جديدة نحو الإبداع بكونه ... نشاطا فعالا و خلاقا ، يعمل على تحقيق رغبات و تصورات و أفكار داخلية تعتمل بنفس الإنسان و عقله ، بواسطة أدوات و تقنيات محددة . فمن خلال نشاط عملي / ذهني متكامل يعبر الإنسان عن مكنوناته و مكوناته الذاتية ، و يبدو أن هذا النشاط يكون في البداية على شكل طاقة عقلية و عاطفية كامنة و مختزنة ، و أن تفجيرها و إثارتها قصد إطلاقها من مكمنها ، هو عملية تنشيط النشاط الإبداعي أو إثارة الإبداع ، (أوالخروج بالإستعداد الإبداعي من حيز القوة و الكمون إلى حيز التحقق و الفعل العياني الملموس و الإجرائي )..(7) ص :97 .
و يرى عالم النفس "هنري جولي Henri Joly " أن التربية مجموعة من الجهود التي تهدف إلى أن تيسر للفرد الإمتلاك الكامل لمختلف ملكاته و حسن استخدامها .(5) ص: 30 .و من هذه الملكات اللغة التشكيلية التي أصبحت جانبا من جوانب التواصل في عصرنا الحديث من خلال اللوحات الفنيةالتشكيليةأو الكاريكاتورية ...و هي أشياء يبقى تواجدها ضمن المؤلفات الخاصة بترويج البرامج المقررة لتعليم مجتمعنا الصغير، تواجدا محتشما .

*2- حلول و اقتراحات لتجاوز إشكالية تطابق الصورة للنص :
إن مصدر التعلم هو خبرة الطفل العملية و احتكاكه بالبيئة المحيطة به ، كما يعتقد أنصار المدرسة الجشطالتية ، لكن إذا كانت هذه البيئة فقيرة لا توفر له ما ينمي معارفه الأولية ( وقد تمثل حجرة الدرس هذه البيئة ) . فإننا نجد أنفسنا ملزمين بتقديم ما ينقص و تعويض الفراغ الحاصل على مستوى الأشياء الملموسة ... حيث أصبحت الحاجة تدعو إلى مساعدته لكي يعيش في عالم سريع التقلب ...و يتواصل باستعمال وسائل وطرق مختلفة كاستعمال اللغة التشكيلية، و تمكينه من أدوات خلق المستقبل و ابتكار نمط جديد من الحضارة الملائمة المتجددة (10). و إخراجه من دائرته الضيقة كالقسم او البيت او الحي او الدوار إلى عالم أوسع . بواسطة وسائل إدراك جدية تمثل الأشياء و الظواهر كما هي كالصورة الفوتوغرافية - عوض الصور اليدوية التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب- حتى يكون الإتصال بالموضوع اتصالا مباشرا و اتخاذها كحافز فعال على التعلم .
فاللسانيات البنيوية الوصفية ، التي تعتمد على تداول اللغة قصد التحكم في نسقها ، تعتبر الطريقة المباشرة مثالا لتعلم اللغة ... ودعت إلى تعويض النحو بالإتصال المباشر باللغة في وضعيات ملموسة.... وتعويض أسلوب الترجمة بتوظيف الوسائل السمعية البصرية كالصورة . و هي بذلك تعتمد على نظرية الدليل ، التي تعتبر الدليل كوحدة أساسية تقوم على العلاقة القائمة بين الدال و المدلول ، مما يستوجب توظيف وسائل معينة كاستعمال الصور و استغلال محتوياتها التي يفترض أن تكون منسجمة مع مضامين النصوص ( وهذا الطرح يؤيده سوسوره و تشومسكي ) (7) ص42 .
كما أن "سلستان فريني " يعتبر التلمس التجريبي مسألة مرتبطة بمنهجه او طرائقه ، وهو أيضا حافز رئيسي للتقدم العلمي ، مما يجعلنا نستحضر النظريات المعتمدة في المدرسة السلوكية ، و التي تؤمن بنقل آثار التعلم بالتعزيز المادي للأشياء و التعزيز السلوكي ... ويقول "فريني":
"إن نظريتنا المتعلقة بالتلمس و التي تشكل قاعدة بيداغوجيتنا لا تفتأ تتأكد يوما بعد الآخر " (5) ص: 127 . و قد اعتبر التلمس بشكل عام حافزا على اكتساب الطفل القدرة اللغوية على مستوى النطق أو القراءة أو الكتابة .
هذه بعض المرتكزات أو المنطلقات التي يجب أن توجه اختيارنا و توظيفنا للوسائل الديداكتيكية ، يبقى أن نسقط على طرق التعامل معها إحدى صنافات الأهداف الوجدانية و المعرفية ، كصنافة "كراتوول َو بلوم" في مراحلها الأولى خصوصا ما يتعلق بجلب اهتمام و انتباه المتلقي ، فحسب بلوم تبدأ سيرورة المجال المعرفي بعملية التذكر و التعرف . و عند كراتوول تبدأ سيرورة المجال الوجداني بتلقي مثيرات من طرف التلميذ تتجه شيئا فشيئا نحو الإنتباه .(6) ص: 105 . وعن طريق الصورة الملائمة و المعبرة ، تقترن الصنافتان عند مستوى التذكر
و التعرف و الإنتباه ، كهدفين إجرائيين لبداية درس في القراءة أو في غيرها من المواد المدرسة للتلميذ . كما يمكن الإعتماد عليها في بداية تعاملنا مع مختلف المواد وعند استعمالنا لأي منهج من المناهج العلمية كالمنهج الإستقرائي ( الملاحظة – الفرضيات – التجربة – الإستنتاج ) ، أو المنهج الإستنباطي (بديهية - تحليل – تركيب – استنتاج – تطبيق ) ، أو المنهج البنائي / الديالكتيكي (نشوء و ظهور المشكل – صياغته و تحديده – صياغة الفرضيات – فحص الفرضيات – الإستنتاج ) .














الخــــــــاتمة:

ولا شك أخيرا أن أي إصلاح للتعليم ، سواء تناول بنيته التنظيمية أو إيديولوجيته الفلسفية ، فإنه يستمد قدراته الفعلية – من تنظير و ممارسة – من خلال الظروف الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية للمجتمع الذي تثار فيه دواعي الإصلاح و التحسين .
إن لفت الإنتباه لهذا الموضوع لهو من قبيل التحسيس بضرورة تحسين جودة التعليم مواكبة منه لقطارنا التنموي بصفة خاصة ، و لتيارات العولمة الجارفة بصفة عامة. حيث يجب أن ترقى وسائلنا التعليمية إلى مستوى عالٍ جدا .و التجديد و التغيير يجب أن يتحقق على مستوى الكل لا أن يقتصر على أجزاء دون أخرى .فقد غيرنا المناهج و المحتويات المعرفية ، رغم ما قيل و يقال حول هذا التجديد، لكن الصور المرافقة لهذه المحتويات بقيت - في نظرنا- كما هي . وليس من الإنصاف في شيء تركها تقليدية غير معبرة و عشوائية في بعض الأحيان .
بطبيعة الحال لا يبقى بعد هذا سوى التساؤل عن مواصفات هذه الصورة المنشودة أوالشروط التي يجب أن تتوفر فيها حتى تؤديَ وظيفتها على أحسن وجه :
1. أن تكون الصورة واضحة المعالم ،جيدة الإخراج ، جذابة تحتوي على عناصر جمالية .
2. أن تكون دقيقة في ما تقدمه من معلومات و حقائق .
3. أن تكون محدودة المعلومات بعيدة عن الإكتضاض المشتت لانتباه التلميذ .
4. أن تكون مطابقة لموضوع الدرس .
5. أن تكون مناسبة لمستوى التلاميذ و مثيرة لفضولهم .
6. أن تستخدم فيها الألوان التي يفضلها الطفل و التي تجذب انتباهه .
و عندما يتوخى المدرس إكساب التلميذ قيما و مواقف مرتبطة بالمجال الوجداني ؛ مثل حب الإستطلاع والميل إلى الجمالية و الحس النقدي وغيرها من الملكات ......ينبغي أن يلجأ إلى ممارسة تربوية ، ترتكز على أجرأة الأهداف المعرفية و الوجدانية في نفس الآن ، ما دام الفصل بينهما، أو إقصاء أحدهما؛ يولد خللا في توازن شخصية المتلقي ؛ أجرأة علمية صادرة عن معرفته كمعرفة علمية و معرفته التشكيلية %
إعداد : يوســـف بلباب











(1) – ص : 497 – الفصل : 55 " التشريع المدرسي و التسيير الإداري " 1994 .
(2) – ص :31.....37 – " الطفولة العربية ( الكويت ) " مقال " للدكتور فاروق السيد عثمان " .
(3) – ص : 312 – الفصل : 36 " التشريع المدرسي و التسيير الإداري " 1994 .
(4) – ص : 85 – كتاب : " القيم و الممواقف " بتصرف .
(5) – ص : 232 – " الدليل التربوي " – محمد الدريج .
(6) – ص : 63 – " في طرق و تقنيات التعليم " - سلسلة علوم التربية – عدد : 7 – 1992.
(7) – " ديداكتيكا " مجلة البحث البيداغوجي – عدد : 3 – دجنبر 1992 .
(Cool – ص : 30-31 " الهدف " – مجلة تعنى بشؤون مادة الإجتماعيات – عدد : 3 – 1986.
(9) – ص : 62-63 – " في طرق و تقنيات التعليم "- سلسلة علوم التربية – عدد : 7 – 1992 .
(10)- " مجلة أقلام " – عدد : 2 – مارس 1978 .


حقوق التأليف و النشر محفوظة

https://dawawin.forumactif.org

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى