دواوين منتدى الحوار المفتوح
منتدى دواوين منبر الحوار المفتوح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دواوين منتدى الحوار المفتوح
منتدى دواوين منبر الحوار المفتوح
دواوين منتدى الحوار المفتوح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دواوين منتدى الحوار المفتوح

الحوار المفتوح منبر حر لتبادل الأفكار و الآراء


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

من أكثر وطنية من الآخر؟

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin1

Admin1
نائب المدير
نائب المدير

من أكثر وطنية من الآخر؟


ذات يوم، سألت زميلي ، الذي كان يعمل معي في نفس الفرعية التي أعمل بها و المقصية بين جبال الأطلس الصغير،سألته : ما الوطنية ؟
أجابني مرتجلا بيتا شعريا :
قلتَ :ما الوطن ما الوطنية؟ .... هبني قطعة أرض أخبرك ما هي
ثم أردف ساخرا: أنا مغربي غير بلاكات ناسيونال ...ولكن... حين أتمكن من الحصول على بقعة أرضية و أبني عليها بيتا مناسبا ثم أتملك مفاتيحه ، أول ما سأفعل هو تكوين أسرة صغيرة سعيدة ، أكيد أنها ستكون سعيدة ، لماذا أقول هذا ......لأني لم أذكر يوما أننا سكنا بيتا تمتلكه أسرة والدي رحمه الله ، قضينا حياتنا نتنقل بين “ ديور لكرا”، يطاردنا الفقر وشح الموارد.... كنانغير الأحياء باستمرار، ونضطر لتغيير الجيران الذين ألفناهم من حين لآخر ... لم نستقر على حال حتى في علاقاتنا الوجدانية...كنا دائما نعاني من اضطرابات في الارتباط بالمكان، و أهل المكان... وحتى زمان المكان....
و أصبحت اسرتنا تؤرخ لحياتها بدون ذكر أي تقويم ، لآ ميلادي و لا هجري أو حتى أمازيغي ، بل بالبيوت التي سكنتها طوال حياتها...و التي أرشفت ذكرياتها بزواياها المتناثرة عبر أرجاء المدن التي عاشت بها ، بدون تبويب أو ترقيم...ولادة هنا وطفولة هناك ، مراهقة هنا و شباب هناك...كانت أحرف سعادتنا أيضا متناثرة كتلك الذكريات...فالبشر لا يعرف السعادة بدون استقرار و بدون مسكن كريم ...فالمسكن الكريم هو أصل كرامة الأسر
و الآن، وبعد هذا البوح الوجيز، من حقي أن أسألك بدوري : كيف للمرء أن يربي أبناءه على حب الوطن و التحلي بروح وطنية عالية ؟ إذا ما عاش نفس التجربة ؟
لم أكن أدرك أن صديقي يخفي خلف ابتسامته الوديعة ، و براءة دعاباته ، و حبه ل”التقشاب....كل المرارة التي كانت بادية على محياه و هو يبوح لي ببعض مكنوناته الدفينة ،الآن وهو أستاذ -موظف عمومي- يتقاضى أجرة ، لم يعد هناك مجال للالتفات إلى الخلف ، باستطاعته الآن أن يطوي مآسي الماضي ، و يستطلع غدا مشرقا أكثر تفاؤلا ،...كان بارعا في استخدام هذه الصورة...حتى أني لم أكن أدرك أيضا ما خلفته السنون في أعماق هذه الذات التي تقف شامخة أمام سبورة الدرس لتلقن لأجيال الغد دروسا عن الوطن و الوطنية، و المواطنة... و عن حب الأرض و الدين و اللغة....و تقديس المقدسات و تجنب المحرمات و طاعة أولي الامر ... و دروسا عن المواطن الصالح و غير الصالح...
و لا أخفيكم ما خالج مخيلتي فجأة ، أيكذب هذا المثلَ القائلَ : فاقد الشيء لا يعطيه ؟
لا بالطبع ، هذا لا يفند المثل ، لأن صديقي لم يكن يفتقد كل تلك القيم التي ظل ينقلها لتلامتذه،بإيمانه القوي و اقتناعه الجاد بارتباطه الروحي بالوطن ،رغم ضنك العيش و إرسابات الماضي الغائرة المؤلمة ...أليس صديقي أكثر وطنية من بعض الذين ينعمون في خيرات البلاد...و يتنقلون بين مساكنهم الفخمة ، ليس كما كانت تفعل أسرته هو، بل كما تفعل الأسر الفخمة ؟
لقد تيقنت أن جواب صديقي ، إنما كان نوعا من التمرد السلمي على الواقع الذي سلبه الحق في الارتباط المادي بالأرض طالما أنه يرتبط بها روحيا...عبر القيم التي يؤمن بها و يجهد نفسه في نرسيخها لدى الأجيال الصاعدة...كما تيقنت كذلك أن قساوة التجربة التي عاشها لم تفقده حب الانتماء للأرض و الوطن ككل لأن ما جسده في جوابه لم يكن إلا حلما قديما قدم تواجده...و هو في الحقيقة حق و ليس حلما...
و كي لا أترك سؤال صديقي معلقا ، أترك لكم حق الجواب عني...

لكن مفهوم الاستيطان سابق لمفهوم الوطن ، فحين كان الإنسان عبر التاريخ يستوطن الأقطار ، أول ما يقوم به هو عملية تحويز الأراضي ، و بناء المساكن ، آنذاك فقط يحق له أن يقر بالانتماء للمكان الذي سيطبع هويته و يحدد ثقافته ...و هذا الحق بدوره هو الذي يشعره بمدى جسامة اللمسؤولية الملقاة على عاتقه إزاء هذا المكان الذي هو " الوطن"
إن الحصول على مسكن لائق يبقى حقا أساسيا لدى كل مواطن، لإنها طبيعة بشرية محضة .
شكرا لك الأخ تأبط على مساهمتك القيمة


الذين يتشدقون للحصول على جنسيات أجنبية ،لست أدري هل يترك حبهم لهذه الجنسيات مكانا في قلوبهم لحب وطنهم الأصلي .
قد يكون صاحبنا الأستاذ ، أشبه بالمناضل " المهدي بن بركة " الذي لم يكن يملك سوى مبادئه و حبه لتنوير أبناء وطنه .و قد عاشت أسرته الصغيرة وباقي أفراد عائلته بعد ذلك لا تملك سوى مسكنها المتواضع بالدار البيضاء القديمة... لقد كان متشبعا بحب الوطن و الشعب ، ولم يكن من أولئك الذي تملكوا بساتين الكروم و التفاح ، و تجنسوا بجنسيات مختلفة ، وفتحوا حساباتهم البنكية في سويسرا و غيرها من دول الحلفاء الرأسماليين ..و أمنوا مساكنهم الفخمة خارج الوطن ، على حساب الفقراء و دافعي الضرائب ...




عدل سابقا من قبل أبوعبيد في 2011-01-26, 13:40 عدل 1 مرات

https://dawawin.forumactif.org

Admin1

Admin1
نائب المدير
نائب المدير

لكن مفهوم الاستيطان سابق لمفهوم الوطن ، فحين كان الإنسان عبر التاريخ يستوطن الأقطار ، أول ما يقوم به هو عملية تحويز الأراضي ، و بناء المساكن ، آنذاك فقط يحق له أن يقر بالانتماء للمكان الذي سيطبع هويته و يحدد ثقافته ...و هذا الحق بدوره هو الذي يشعره بمدى جسامة اللمسؤولية الملقاة على عاتقه إزاء هذا المكان الذي هو " الوطن"
إن الحصول على مسكن لائق يبقى حقا أساسيا لدى كل مواطن، لإنها طبيعة بشرية محضة .
شكرا لك الأخ تأبط على مساهمتك القيمة

https://dawawin.forumactif.org

Admin1

Admin1
نائب المدير
نائب المدير

الذين يتشدقون للحصول على جنسيات أجنبية ،لست أدري هل يترك حبهم لهذه الجنسيات مكانا في قلوبهم لحب وطنهم الأصلي .
قد يكون صاحبنا الأستاذ ، أشبه بالمناضل " المهدي بن بركة " الذي لم يكن يملك سوى مبادئه و حبه لتنوير أبناء وطنه .و قد عاشت أسرته الصغيرة وباقي أفراد عائلته بعد ذلك لا تملك سوى مسكنها المتواضع بالدار البيضاء القديمة... لقد كان متشبعا بحب الوطن و الشعب ، ولم يكن من أولئك الذي تملكوا بساتين الكروم و التفاح ، و تجنسوا بجنسيات مختلفة ، وفتحوا حساباتهم البنكية في سويسرا و غيرها من دول الحلفاء الرأسماليين ..و أمنوا مساكنهم الفخمة خارج الوطن ، على حساب الفقراء و دافعي الضرائب ...


https://dawawin.forumactif.org

Admin1

Admin1
نائب المدير
نائب المدير

الذين يتشدقون للحصول على جنسيات أجنبية ،لست أدري هل يترك حبهم لهذه الجنسيات مكانا في قلوبهم لحب وطنهم الأصلي .
قد يكون صاحبنا الأستاذ ، أشبه بالمناضل " المهدي بن بركة " الذي لم يكن يملك سوى مبادئه و حبه لتنوير أبناء وطنه .و قد عاشت أسرته الصغيرة وباقي أفراد عائلته بعد ذلك لا تملك سوى مسكنها المتواضع بالدار البيضاء القديمة... لقد كان متشبعا بحب الوطن و الشعب ، ولم يكن من أولئك الذي تملكوا بساتين الكروم و التفاح ، و تجنسوا بجنسيات مختلفة ، وفتحوا حساباتهم البنكية في سويسرا و غيرها من دول الحلفاء الرأسماليين ..و أمنوا مساكنهم الفخمة خارج الوطن ، على حساب الفقراء و دافعي الضرائب ...


https://dawawin.forumactif.org

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى